البنكرياس الصناعي لعلاج مرض السكري

مجلة نبض-د. عبدالله محيل العتيبي*

يعتبر السكري مرض العصر أصاب ومازال يصيب الكثير من البشر، في إرتفاع أو انخفاض السكر ضرر بل خطر على النظر. يأثر على عدة أعضاء حيوية، يؤدي الى الجلطات القلبية، يقضى على الوظائف الدماغية و الاعصاب الحسية و أضرار أخرى رئيسية (من فشل كلى و ضعف عضلة قلب و غيرها). في هذا المقال سوف أعرض أحدث القفزات العلمية في علاج السكري.

من النقلات النوعية في علاج هذا الداء هو ما وافقت علية هيئة الغذاء و الدواء الامريكية حديثاُ وهو جهاز يستخدم لمرضى السكري النوع الأول، حيث يتميز بإمكانية قياس سكر الدم و حقن الانسولين تلقائياً، ويستخدم للمرضى من عمر 14 سنة فأكثر. لقب هذا الجهاز (Medtronic 670G) بالبنكرياس الصناعية، لقدرته على مراقبة سكر الدم بستمر أي تقريباً كل 5 دقائق وضخ الانسولين القاعدي على مدار 24 ساعة تلقائياً، ويحتاج المريض فقط إدخال بعض المعلومات لجرعات الانسولين ما قبل الوجبات.

الميزات الفريدة و الإضافات الجديدة لهذا الجهاز هو انه يقلل و يزيد من ضخ الانسولين القاعدي في حالة إنخفاض أو ارتفاع السكر من دون تدخل المريض, مما يؤدي الى التقليل من تقلب مستويات السكر في الدم و تقلل السكر التركمي, حيث أن إحدى الدراسات اوضحت إنخفض السكر التراكمي من 7.4% الى 6.9% خلال فترة 3 أشهر فقط. و من المميزات الأخرى للجهاز انه يعرض رسائل تحذيرية للمريض في حالة ارتفاع أو إنخفاض السكر.

يحتاج مريض السكري لأخذ الانسولين الفوري التاثير(Insulin Aspart) قبل الاكل، وخلال إستخدام البنكرياس الصناعي يُدخِل المريض كمية الكربوهيدرات المتوقعه في الوجبة، ويقوم الجهاز بحساب الجرعة المناسبة من الانسولين، لكن إدخال معلومات غير دقيقة قد يتسبب في جرعات خاطئة، وهنا وعي المريض باكيفية إستخدام الجهاز يعتبر ضرورة.

يتكون الجهاز من التالي: جهاز استشعار يوضع تحت الجلد مثلا في منطقة البطن، يقيس السكر بإستمرار من السائل في الانسجة ويرسل مستوى السكر لاسلكياً الى مضخة الانسولين، ومن ثم تقوم المضخة بعرض مستوى السكر وحقن الانسولين بحسب معادلة و حسابات مخزنة بالجهاز. وتحتوي المضخة على وضعين: الوضع الأول هو الوضع اليدوي حيث أن معدل ضخ الانسولين القاعدي يدخله المريض لكن الجهاز يتحكم في الضخ بعد إستشعار مستوى السكر، والوضع الاخر هو الوضع التلقائي حيث أن الجهاز يزيد ويقلل من ضخ الانسولين القاعدي من دون الحاجة الى تدخل المريض.

المخاطر التي قد تحدث مع هذا الجهاز هي إنخفاض أو ارتفاع السكر، تهيج أو إحمرار حول لصقة الجلد و غيرها. كما أنه غير مناسب للأطفال من عمر 6 سنوات وأقل و أيضاً إذا كان إحتياج الانسولين أقل من 8 وحدات خلال اليوم، حيث يحتاج الجهاز على الأقل لضخ 8 وحدات من الانسولين القاعدي يومياً ليعمل بأمان. ولا يستخدم الجهاز إذا كان المريض يعاني من مشكلة في النظر أو السمع مما يجعله غير قادر على التعرف على قراءة معدل السكر او سماع التنبيهات. و للفئة العمرية من 7-13 سنة، لا توجد دراسات تقيم فعالية وأمان هذا الجهاز، لكن هناك أبحاث تُعمل حالياً من قبل الشركة المصنعة.

يُتوقع أن يبدأ توزيع الجهاز خلال عام 2017 بكميات محدودة، وخلال الأشهر والسنوات التي تليها سوف يوزع بشكل أكبر, ويتم عمل أبحاث بشكل أوسع.

*طبيب باطنية بمستشفى الحرس الوطني الرياض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى